و إما رهبة مما يكون منه من عذاب حسي أو عذاب حجاب و هو عذاب الجهل أو التزين و ليس في الحجب أكثف و لا أقوى من حجاب التزين لأن من زين له جهله فمن المحال طلب الحاصل في زعمه لأنه حاصل عنده و ليس بحاصل في نفس الأمر فمن أراد أن يعتصم من التزين فليقف عند ظاهر الكتاب و السنة لا يزيد على الظاهر شيئا فإن التأويل قد يكون من التزين فما أعطاه الظاهر جرى عليه و ما تشابه منه و كل علمه إلى اللّٰه و آمن به فهذا متبع ليس للتزين عليه سبيل و لا يقوم عليه حجة عند اللّٰه فإن كان من أهل البصائر فهو يدعو إلى اللّٰه على بصيرة و يتكلم على بصيرة فقد بريء من التزين فهو صاحب علم صحيح و كان من أهل الزينة لا من أهل التزين فالانزعاج إلى اللّٰه قد يكون رهبة من هذا أيضا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية