فما أنارت إلا به كما قال ﴿وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهٰا﴾ [الزمر:69] يعني أرض المحشر يقول ما ثم شمس و عدم النور ظلمة و لا بد من الشهود فلا بد من النور و هو يوم يأتي فيه اللّٰه للفصل و القضاء فلا يأتي إلا في اسمه النور فتشرق الأرض بنور ربها و تعلم كل نفس بذلك النور ﴿مٰا قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ﴾ [الإنفطار:5] لا بها تجده محضرا يكشفه لها ذلك النور و لو لا ما هي النفوس عليه من الأنوار ما صحت المشاهدة إذ لا يكون الشهود إلا باجتماع النورين و من كان له حظ في النور كيف يشقى شقاء الأبد و النور ليس من عالم الشقاء و ما من نفس إلا و لها نور تكشف به ما عملت فما كان من خير سرت به و ما كان من سوء ﴿تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهٰا وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾ [آل عمران:30] و لهذا ختم الآية بقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية