للاشتراك بين ما يحمد و يذم و قوله ﴿فَأَرٰادَ رَبُّكَ﴾ [الكهف:82] لتخليص المحمدة فيه فيكتسب الشيء الواحد بالنسبة ذما و بالإضافة إلى جهة أخرى حمدا و هو عينه و تغير الحكم بالنسبة و أما آداب الأحوال كحال السفر في الطاعة و حاله في المعصية فيختلف الحكم بالحال و حال السفر أيضا من حال الإقامة في صوم رمضان و فطره و المسح على الخفين في التوقيت و عدم التوقيت و أما الآداب في الأعداد فهو ما يتعلق بعدد أفعال الطهارة و مقاديرها و الزكاة و عدد الصلوات و ما لا يزاد فيه و لا ينقص بحسب حكم الشرع في ذلك و كذلك توقيت ما يغتسل به و يتوضأ به كالمد و الصاع هذا أدبه في العدد و أما الأدب في المؤثر كحكمه في القاتل و الغاصب و كل ما أضيف إليه فعل ما من الأفعال و أما أدبه في المؤثر فيه كالمقتول قود أهل بصفة ما قتل به أو بأمر آخر و كالمغصوب إذا وجد بغير يد الذي باشر الغصب هذا قسم أدب الشريعة
و أما قسم أدب الخدمة
فأما أن يكون أعلى إلى أدنى أو من أدنى إلى أعلى فأما خدمة الأعلى إلى من هو دونه فالقيام بمصالحه و مراعاتها و التنبيه في ذلك على ما وقعت فيه الغفلة و التعريف بما جهل منها و تعيينه أوقاتها و أمكنتها و حالاتها و إيضاح مبهماتها و الإفصاح عن مشكلاتها بإقامة أعلامها كالأستاذ مع التلميذ و العالم مع الجاهل و السلطان مع الرعية و أما خدمة الأدون من هو أعلى منه فبامتثال أوامره و نواهيه و الوقوف عند مراسمه و حدوده و المبادرة إلى محابه و المسارعة إلى مراضيه و مراقبة إشاراته و موافقة أغراضه هذا قسم أدب الخدمة
و أما قسم أدب الحق
فهو إعطاؤه ما يستحقه مما ينبغي له و إعطاؤه ما يستحقه مني كما أنه أعطاني خلقي حين ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] فإذا أعطيته ما يستحقه بما هو هو و أعطيته ما يستحقه منك بما أنت له فقد قمت بآداب الحق في إعطائه كل شيء خلقه هذا قسم آداب الحق
و أما قسم آداب الحقيقة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية