و به تفاضلت الرجال فمنهم *** حي و ذاك الحي عين المائت
و الميت منا ليس يعرف موته *** و الناطق المعصوم عين الصامت
[أن الوصل إدراك الفائت و هو إدراك السالف من أنفاسك]
اعلم أن الوصل في اصطلاح القوم إدراك الفائت و هو إدراك السالف من أنفاسك و هو قوله تعالى ﴿يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ﴾ [الفرقان:70] و العلة في ذلك أن كل حال له نفس يتضمن ذلك النفس جميع ما سلف من أنفاس ذلك المتنفس من حيث ما كانت عليه تلك الأنفاس من الأحكام فله فائدة المجموع و ما يتميز به من غيره و هو قول الطائفة لو أن شخصا أقبل على اللّٰه دائما ثم أعرض عنه طرفة عين كان ما فاته في تلك اللحظة أكثر مما ناله و هذه المسألة حيرت العارفين بالوصل إذا صح لم يعقبه الفصل هذا هو الحق فإن الحق سبحانه لا يقبل وصله الانفصال و لا تجلى لشيء ثم انحجب عنه لأن العالم بما هو به عالم لا يكون بخلاف حكم علمه فالحق مع الكون في حال الوصل دائما و بهذا كان إلها و هو قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية