﴿وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ﴾ [هود:7] فحيي العرش و ما حوى عليه من المخلوقات ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] فجاء بالنكرة و لا يسبح إلا حي «ورد في الحديث الحسن عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن الملائكة قالت يا رب في حديث طويل هل خلقت شيئا أشد من النار قال نعم الماء فجعل الماء أقوى من النار فلو كان عنصر الهواء في نشأة الجان غير مشتعل بالنار لكان الجان أقوى من بنى آدم فإن الهواء أقوى من الماء فإن الملائكة قالت في هذا الحديث يا رب فهل خلقت شيئا أشد من الماء قال نعم الهواء ثم قالت يا رب فهل خلقت شيئا أشد من الهواء قال نعم ابن آدم» الحديث فجعل النشأة الإنسانية أقوى من الهواء و جعل الماء أقوى من النار و هو العنصر الأعظم في الإنسان كما إن النار العنصر الأعظم في الجان و لهذا قال في الشيطان ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطٰانِ كٰانَ ضَعِيفاً﴾ [النساء:76] فلم ينسب إليه من القوة شيئا و لم يرد على العزيز في قوله ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف:28] و لا أكذبه مع ضعف عقل المرأة عن عقل الرجل فإن النساء ناقصات عقل فما ظنك بقوة الرجل و سبب ذلك أن النشأة الإنسانية تعطي التؤدة في الأمور و الأناة و الفكر و التدبير لغلبة العنصرين الماء و التراب على مزاجه فيكون وافر العقل لأن التراب يثبطه و يمسكه و الماء يلينه و يسهله و الجان ليس كذلك فإنه ليس لعقله ما يمسكه عليه ذلك الإمساك الذي للإنسان و لهذا يقال فلان خفيف العقل و سخيف العقل إذا كان ضعيف الرأي هلباجة و هذا هو نعت الجان و به ضل عن طريق الهدى لخفة عقله و عدم تثبته في نظره فقال ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ [الأعراف:12] فجمع بين الجهل و سوء الأدب لخفته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية