عينا فمن أهل اللّٰه من يقيم مثل هذا إذا ورد نشأة ذات روح و جسد فيستر بالحركة المحسوسة فعل الروح بصرا و يستر بالمحرك فعل الجسد بصيرة و فيها يكون الإنسان خالقا و يكون الحق ﴿أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14] و من أهل اللّٰه من لا يرى إلا اللّٰه فلا ستر عنده و من أهل اللّٰه من لا يرى إلا الخلق فلا ظهور عنده و كل مصيب و أهل الأدب هم الكمل فيحكمون في هذا الأمر بما حكم اللّٰه من ستر و تجل و إخفاء و إظهار كما قدمنا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الفصل الحادي و الأربعون»في الاعتدال و الانحراف من النفس
[إن أهل اللّٰه على أقسام]
اعلم أن أهل اللّٰه في هذا الباب على ثلاثة أقسام قسم يرى أن الحق لا يميل و لا يمال إليه و هم الذين يحدون الحب بالميل الدائم من المحب للمحبوب و قسم يرى أن خلق الإنسان على الصورة يعطي الاعتدال و إن لم يكن الاعتدال فما هو على الصورة فيميل حيث مال الحق مثل قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية