و توجهه على إيجاد السماء الثانية و خانسها و يوم الخميس و موسى عليه السلام و حرف الضاد المعجمة و الصرفة من المنازل قال اللّٰه تعالى آمرا لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] الكلام في كون هذه السماء و باقي السموات و الأفلاك كما تقدم غير أني أشير إلى ما يختص به كل سماء خاصة من الحكم فأما هذه السماء فأوحى اللّٰه فيها أمرها و تفصيل أمر كل سماء يطول و قد ذكرنا من ذلك طرفا جيدا في التنزلات الموصلية فمن أمرها حياة قلوب العلماء بالعلم و اللين و الرفق و جميع مكارم الأخلاق و لذلك لم ينبه أحد من سكان السموات من أرواح الأنبياء عليهم السلام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ليلة فرض اللّٰه على أمته صلى اللّٰه عليه و سلم خمسين صلاة غير موسى عليه السلام فإنه قال له راجع ربك فإنه كان أعلم منه بهذه الأمور لذوقه مثله في بنى إسرائيل و ما ابتلي به منهم فتكلم عن ذوق و خبرة فكل شيخ لا يتكلم في العلوم عن ذوق و مجلى إلهي لا عن كتب و نقل فليس بعالم و لا أستاذ فلولاه لكان الفرض علينا في الصلاة خمسين صلاة مع كونه أرسله اللّٰه رحمة للعالمين و من كثر تكليفه قلت رحمته فقيض اللّٰه له في مدرجة إسرائه موسى عليه السلام فخفف اللّٰه عن هذه الأمة به صلى اللّٰه عليه و سلم فهذا ما كان إلا من حكم أمر هذه السماء الذي أوحى اللّٰه فيها أمرها و لها من الأيام يوم الخميس فكل سر يكون للعارفين و علم و تجل فمن حقيقة موسى من هذه السماء و كل أثر يظهر في الأركان و المولدات يوم الخميس فمن كوكب هذه السماء و حركة فلكها مجملا من غير تفصيل و لها الضاد المعجمة و من المنازل الصرفة فأما وجود الحروف المذكورة في كل سماء فلتلك السماء أثر في وجودها و أما قولنا إن لها من المنازل الصرفة أو كذا لكل سماء فلسنا نريد أن لها أثرا في وجود المنزلة كما أردنا بالحرف و إنما أريد بذلك أن هذا الكوكب الخاص بهذا الفلك أول ما أوجده اللّٰه و تحرك أوجده في المنزلة التي نذكرها له بعينها فهي منزلة سعده حيث ظهر فيها وجوده فهذا معنى قولي له من المنازل كذا و لكل سماء و فلك أثر في معدن من المعادن السبعة يختص به و ينظر إلى ذلك المعدن بقوته
(الفصل الثالث و العشرون)في الاسم القاهر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية