﴿كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّٰا تَعُدُّونَ﴾ [الحج:47] و لكل اسم إلهي يوم فإذا أردت أن تعرف جميع أيام صور الكواكب أعني مقدارها من الأيام المعروفة فاضرب ألفا و أحدا و عشرين في ستة و ثلاثين ألف سنة فما خرج فذلك حصر أيام الكواكب من الأيام المعروفة فإن يوم كل واحد منها ست و ثلاثون ألف سنة ثم تضيف إلى المجموع أيام الجواري السبعة فما اجتمع فهو ذلك ثم تأخذ هذا المجموع و تضربه فيما اجتمع من سنى البروج و سنى ما اجتمع من ضرب ثلاثمائة و ستين في مثلها فما خرج لك من المجموع فهو عدد الكوائن في الدنيا من أول ما خلقها اللّٰه إلى انقضائها فاعلم ذلك و المجموع من ضرب ثلاثمائة و ستين في مثلها مع سنى البروج مائتا ألف و سبعة آلاف و ستمائة و في هذا المجموع تضرب ما اجتمع من عدد أيام الكواكب كلها فهذا تقدير الكواكب التي وقتها و قدرها العزيز العليم فيبقى في الآخرة في دار جهنم حكم أيام الكواكب التي في مقعر هذا الفلك و الجواري السبعة مع انكدارها و طمسها و انتثارها فتحدث عنها في جهنم حوادث غير حوادث إنارتها و ثبوتها و سير أفلاكها بها و هي ألف و ثمانية و عشرون فلكا كلها تذهب و تبقي السباحة للكواكب بذاتها مطموسة الأنوار و يبقى في الآخرة في الجنة حكم البروج و حكم مقادير العقل عنها يحدث في الجنان ما يحدث و يثبت و أما كثيب المسك الأبيض الذي في جنة عدن الذي تجتمع فيه الناس للرؤية يوم الزور الأعظم و هو يوم الجمعة فأيامه من أيام أسماء اللّٰه و لا علم لي و لا لأحد بها فإن لله أسماء استأثر بها في علم غيبه فلا تعلم فلا تعلم أيامها فعدن بين الجنات كالكعبة بيت اللّٰه بين بيوت الناس و الزور الأعظم فيه كصلاة الجمعة و الزور الخاص كالصلوات الخمس في الأيام و الزور الأخلص الأخص كمساجد البيوت لصلاة النوافل فتزور الحق على قدر صلاتك و تراه على قدر حضورك فأدناه الحضور في النية عند التكبير و عند الخروج من الصلاة و أعظمه استصحاب الحضور إلى الخروج من الصلاة و ما بينهما في كل صلاة فهنا مناجاة و هناك مشاهدة و هنا حركات و هناك سكون و لهذا الاسم من الحروف الشين المعجمة و من المنازل الجبهة انتهى الجزء الثاني و العشرون و مائة «(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)»
(الفصل الحادي و العشرون)في الاسم الرب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية