﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ﴾ [البقرة:255]
[الكلمة الإلهية تنقسم إلى حكم و خبر]
قال بعض أهل المعاني يريد العلم و نقلوه لغة إلا أنه في هذه الآية ليس إلا جسم محسوس هو في العرش كحلقة ملقاة في فلاة إلا أنه كالعرش لا حركة فيه و من هذا الكرسي تنقسم الكلمة الإلهية إلى حكم و خبر و هو للقدمين الواردين في الخبر كالعرش لاستواء الرحمن و له ملائكة قائمون به لا يعرفون إلا الرب تعالى فإن ظرفية العماء للرب و العرش للرحمن و الكرسي لضمير الكناية عن اللّٰه تعالى و هذه الثلاثة الأسماء هي أمهات الأسماء و إذا تتبعت القرآن العزيز وجدت هذه الأسماء الثلاثة اللّٰه و الرب و الرحمن دائرة فيه و له ما بين سماء و سماء كرسي سوى هذا الكرسي الأعظم و سمي منسوبا أي لا يعقل إلا هكذا بخلاف غيره من الموجودات و من هنا كان للرب الذي لا يعقل إلا مضافا و غيره الذي هو الاسم اللّٰه و الرحمن قد ورد غير مضاف إلا الرب فلا يرد حيث ورد إلا مضافا فإنه يطلب المربوب بذاته ربنا ﴿رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ﴾ [الشعراء:26]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية