(التوحيد الرابع)
من نفس الرحمن قوله ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحٰامِ كَيْفَ يَشٰاءُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6] هذا توحيد المشيئة و وصف الهوية بالعزة و هو قوله ﴿وَ لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3] فهو عزيز الحمى إذ كان هو الذي صورنا في الأرحام من غير مباشرة إذ لو باشر لضمه الرحم كما يضم القابل للصورة و لو لم يكن هو المصور لما صدقت هذه النسبة و هو الصادق فإنه ما أضاف التصوير إلى غيره فقال ﴿كَيْفَ يَشٰاءُ﴾ [آل عمران:6] أي كيف أراد فظهر في هذه الكيفية أن مشيئته تقبل الكيفية مع نعته بالعزة ثم بالحكمة و الحكيم هو المرتب للأشياء التي أنزلت منازلها فالتصوير يستدعيه إذ كان هو المصور لا الملك مع العزة التي تليق بجلاله فحير العقول السليمة التي تعرف جلاله و أما أهل التأويل فما حاروا و لا أصابوا أعني في خوضهم في التأويل و إن وافقوا العلم فقد ارتكبوا محرما عليهم يسألون عنه يوم القيامة هم و كل من تكلم في ذاته تعالى و نزهة عما نسبه إلى نفسه و رجح عقله على إيمانه و حكم نظره في علم ربه و لم يكن ينبغي له ذلك و هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية