«قال عليه السّلام الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» و لكن لا يشعرون و لهذا قلنا إيمانا و قد ذكرنا هذا المقام مستوفى في باب المعرفة من هذا الكتاب و قد تقدم و هو الباب السابع و السبعون و مائة فالوجود كله نوم و يقظته نوم فالوجود كله راحة و الراحة رحمة ف ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فإليها المال تقول الملائكة لله ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً﴾ [غافر:7] و هنا سر إن بحثت عليه انتهيت إليه و هو رحمته بالأسماء الحسنى في ظهور آثارها فمنتهى علمه منتهى رحمته ثم أرجع و أقول و إن حصل في الطريق تعب فهو تعب في راحة كالأجير يحمل التعب أو يستلذه لما يكون في نفسه من راحة الأجرة التي لأجل حصولها عمل فيحجبه عن التعب وجود راحة الأجرة فإذا قبضها دخل في راحة النوم بالليل فركدت جوارحه عن الحركة فوجد الراحة فانتقل من راحة الأجرة إلى راحة النوم فعلى التحقيق أن صور العالم للحق من الاسم الباطن صور الرؤيا للنائم و التعبير فيها كون تلك الصور أحواله فليس غيره كما أن صور الرؤيا أحوال الرائي لا غيره فما رأى إلا نفسه فهذا هو قوله إنه ما خلق ﴿اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا إِلاّٰ بِالْحَقِّ﴾ [الحجر:85]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية