و نوع بوساطة رسول فيوحي ذلك الرسول من ملك أو بشر بإذن اللّٰه ما يشاء لمن أرسله إليه و هو كلام اللّٰه إذ كان هذا الرسول إنما يترجم عن اللّٰه كما قال تعالى ﴿وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً﴾ [الشورى:51] فالوحي منه ما يلقيه إلى قلوب عباده من غير واسطة فأسمعهم في قلوبهم حديثا لا يكيف سماعه و لا يأخذه حد و لا يصوره خيال و مع هذا يعقله و لا يدري كيف جاء و لا من أين جاء و لا ما سببه و قد يكلمه من وراء حجاب صورة ما يكلمه به و قد يكون الحجاب بشريته و قد يكون الحجاب كما كلم موسى ﴿مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ [القصص:30] ... ﴿مِنْ جٰانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ [مريم:52] له لأنه لو كلمه من الأيسر الذي هو جهة قلبه ربما التبس عليه بكلام نفسه فجاءه الكلام من الجانب الذي لم تجر العادة أن تكلمه نفسه منه و قد يكلمه بوساطة رسول من ملك كقوله ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية