و لكن في الحال التي تحسبها جامدة فتنسب الحركة إلى هذا الشخص نسبتها إلى الجناب الأقدس في فرحه بتوبة عبده و تبشبشه لمن أتى بيته فهذه أحوال إلهية يجب الايمان بها و لا يعقل لها كيفية إلا من خصه اللّٰه بها و كانت حركته في سماعه إلهية و هي من العلوم التي تنال و لا تنقال و ليس الخير بالنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة يشبه هذا الفرح و لا التبشبش لأن هذا الفرح عن سبب كوني ظهر وجوده سمع الحق عليه و النزول إلى السماء الدنيا عن أمر يتوقع لا عن أمر واقع فالأول يلحق بباب السماع و الثاني لا يلحق به فاعلم ذلك و قد ربطنا السماع بما يجب له و حققناه و لم نترك منه فصلا و لا قسما إلا ذكرناه بأوجز عبارة ليوقف عنده و حكاياته كثيرة لا يحتاج إلى إيرادها فإن كتابنا هذا مبناه على تحقيق أصول الأمور لا على الحكايات فإن الكتب بها مشحونة ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
(الباب الثالث و الثمانون و مائة في معرفة مقام ترك السماع)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية