﴿وَ قَدَّرَهُ مَنٰازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسٰابَ﴾ [يونس:5] ﴿وَ كُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنٰاهُ تَفْصِيلاً﴾ [الإسراء:12] ﴿ذٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [الأنعام:96] فلكل كوكب منها يوم مقدر يفضل بعضها على بعض على قدر سرعة حركاتها الطبيعية أو صغر أفلاكها و كبرها
[خلق القلم و اللوح]
فاعلم إن اللّٰه تعالى لما خلق القلم و اللوح و سماهما العقل و الروح و أعطى الروح صفتين صفة علمية و صفة عملية و جعل العقل لها معلما و مفيدا إفادة مشاهدة حالية كما تستفيد من صورة السكين القطع من غير نطق يكون منه في ذلك و خلق تعالى جوهرا دون النفس الذي هو الروح المذكور سماه الهباء و هذه الاسمية له نقلناها من كلام علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه
[خلق الهباء]
و أما الهباء فمذكور في اللسان العربي قال تعالى ﴿فَكٰانَتْ هَبٰاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة:6] كذلك لما رآها علي بن أبي طالب أعني هذه الجوهرة منبثة في جميع الصور الطبيعية كلها و أنها لا تخلو صورة منها إذ لا تكون صورة إلا في هذه الجوهرة سماها هباء و هي مع كل صورة بحقيقتها لا تنقسم و لا تتجزى و لا تتصف بالنقص بل هي كالبياض الموجود في كل أبيض بذاته و حقيقته و لا يقال قد نقص من البياض قدر ما حصل منه في هذا الأبيض فهذا مثل حال هذه الجوهرة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية