[إن اللّٰه يحب المطهرين]
و من ذلك حبه المطهرين قال اللّٰه تعالى ﴿وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة:108] و هم الذين طهروا غيرهم كما طهروا نفوسهم فتعدت طهارتهم إلى غيرهم فقاموا فيها مقام الحق نيابة عنه فإنه المطهر على الحقيقة و الحافظ و العاصم و الواقي و الغافر فمن منع ذاته و ذات غيره إن يقوم بها ما هو مذموم في حقها عند اللّٰه فقد عصمها و حفظها و وقاها و سترها عن قيام أمثال هذه بها فهو مطهر لها بما علمها من علم ما ينبغي لينفر عنه بنور العلم و حياته ظلمة الجهالة و موتها فيكون في ميزانه يوم القيامة و من الأنوار التي تسعى بين يديه و هو محبوب عند اللّٰه مخصوص بعناية ولاية إلهية و استخلاف و الولاة الخلفاء من المقربين ممن استخلفهم عليهم لأنهم موضع مقصور من استخلفهم دون غيرهم و كل إنسان وال على جوارحه فما فوق ذلك و قد أعلمه اللّٰه بما هي الطهارة التي يطهر بها رعاياه
[إن اللّٰه يحب الصابرين]
و من ذلك حبه للصابرين و هو قوله ﴿وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الصّٰابِرِينَ﴾ [آل عمران:146] و هم الذين ابتلاهم اللّٰه فحبسوا نفوسهم عن الشكوى إلى غير اللّٰه الذي أنزل بهم هذا البلاء ﴿فَمٰا وَهَنُوا لِمٰا أَصٰابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ مٰا ضَعُفُوا﴾ [آل عمران:146] عن حمله لأنهم حملوه بالله و إن شق عليهم لا بد من ذلك و إن لم يشق عليهم فليس ببلاء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية