أين الفراق و ما في الكون إلا هو «يقول اللّٰه تعالى من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا» الحديث فهكذا ينبغي أن تعرف يا أخي قدر من أحبك لله أو لنفسه إذا كان الحق مع غناه عن العالم إذا أحبه عبده سارع إليه بالوصلة و قربه و أدنى مجلسه و جعله من خواص جلسائه فأنت أولى بهذه الصفة إذا أحبك شخص فقد أعطاك السيادة عليه و جعل نفسه محلا لتحكمك فيه فينبغي لك إن كنت عاقلا أن تعرف قدر الحب و قدر من أحبك و لتسارع إلى وصلته تخلقا بأخلاق اللّٰه مع محبته فإنه من بدأك بالمحبة فتلك يدله عليك لا تكافئها أبدا و ذلك لأن كل ما يفعله من الحب بعد ابتدائه معه فإنما هو نتيجة عن ذلك الحب الذي أحبك ابتداء و من نعوت المحبين الهيام و هم المهيمون الذين يهيمون على وجوههم من غير قصد جهة مخصوصة و المحبون لله أولى بهذه الصفة فإن الذي يحب المخلوق إذا هام على وجهه فهو لقلقه و يأسه من مواصلة محبوبه و محب اللّٰه متيقن بالوصلة و قد علم أنه سبحانه لا يتقيد و لا يختص بمكان يقصد فيه لأن حقيقة الحق تأبى ذلك و لذلك قال ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية