﴿أَ لَمْ تَرَ﴾ [البقرة:243] و لم يقل أ لم تروا فإنا ما رأينا فهو لنا إيمان و هو لمحمد ﷺ عيان و كذا قال له أيضا لما أشهده سجود كل شيء ﴿أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبٰالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النّٰاسِ﴾ [الحج:18] فما ترك أحدا فإنه ذكر من في السموات و من في الأرض فذكر العالم العلوي و السفلي فأشهده سجود كل شيء فكل من أشهده اللّٰه ذلك و رآه دخل تحت هذا الخطاب و هذا تسبيح فطري ذاتي عن تجل تجلى لهم فأحبوه فانبعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف بل اقتضاء ذاتي و هذه هي العبادة الذاتية التي أقامهم اللّٰه فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه و كذلك قال في أهل الكشف و هم عامة الإنس و كل عاقل ﴿أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلىٰ مٰا خَلَقَ اللّٰهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلاٰلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَ الشَّمٰائِلِ سُجَّداً لِلّٰهِ وَ هُمْ دٰاخِرُونَ﴾ هذا حظ النعيم البصري ثم أخبر أن ذلك التفيؤ يمينا و شمالا أنه سجود لله و صغار و ذلة لجلاله فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية