فإن قلت أنا واحد فوجوده *** و إن أثبتوا عيني فمزدوجان
و لكنه مزج رقيق منزه *** يرى واحدا و العلم يشهد ثاني
فقلت له و هو القوول و إنه *** عبارته المثلى جرت بلسان
أيا من بدا في نفسه لنفيسه *** و لا عدد فالعين مني فإني
فنفسك شاهدت النفيسة منعما *** بنفسك و انظر في المراة تراني
فيا غائبا من كان هذا مقامه *** يرى في جنان الناعمات بجان
فلا و الذي طارت إلى حسن ذاته *** قلوب فأفناها عن الطيران
[أن الحب مقام إلهي]
اعلم وفقك اللّٰه أن الحب مقام إلهي فإنه وصف به نفسه و تسمى بالودود : و في الخبر بالمحب و «مما أوحى اللّٰه به إلى موسى في التوراة يا ابن آدم أنى و حقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا» و قد وردت المحبة في القرآن و السنة في حق اللّٰه و في حق المخلوقين و ذكر أصناف المحبوبين بصفاتهم و ذكر الصفات التي لا يحبها اللّٰه و ذكر الأصناف الذين لا يحبهم اللّٰه فقال تعالى لنبيه ﷺ آمرا أن يقول لنا ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:31] و قال تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54] و قال في ذكر الأصناف الذين يحبهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية