﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ صٰابِراً وَ لاٰ أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ [الكهف:69] و الصبر لا يكون إلا على ما يشق عليه فلو قدم الصبر على المشيئة كما يفعل المحمدي لصبر و لم يعترض فإن اللّٰه قدمه في الإعلام تعليما لمحمد ص
[الوقوف عند ترتيب الحكمة في الأشياء]
فمن أراد أن يحصل علم اللّٰه في خلقه فليقف عند ترتيب حكمته في الأشياء فيقدم ما قدم اللّٰه و يؤخر ما أخر اللّٰه فإن من أسمائه المقدم و المؤخر فإذا أخرت ما قدمه أو قدمت ما أخره فهو نزاع خفي يورث حرمانا قال تعالى ﴿وَ لاٰ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فٰاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ﴾ فأخر الاستثناء و قدمه موسى فلم يصبر فلو أخره لصبر و هذه الآية مذكورة باللسان العبراني في التوراة فالله اللّٰه يا إخواننا من أهل هذه الملة المحمدية قفوا على مشاعر اللّٰه التي بينها لكم و لا تتعدوا ما رسم لكم «أ لا تراه ﷺ لما صعد على الصفا في حجة الوداع قرأ» ﴿إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ﴾ ثم قال أبدأ بما بدأ اللّٰه به و ما قال ذلك إلا تعليما لنا و لزوم أدب مع اللّٰه و لو لا أنه جائز له أن يبدأ بالمروة في سعيه لما قال هذا و رجح ما بدأ اللّٰه به على ما في المسألة من التخيير من أجل الواو فإنه ما بدأ اللّٰه به إلا لسر يعلمه فمن لم يبدأ به حرم فائدته و «قال ﷺ خذوا عني مناسككم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية