﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [الزمر:75] و أفراد من ملائكة الكرسي و السموات و ملائكة العروج و آخر نبي من الملائكة إسماعيل صاحب سماء الدنيا و كل واحد منهم على شريعة من ربه متعبد بعبادة خاصة و ذلك قولهم ﴿وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات:164] فاعترفوا بأن لهم حدودا يقفون عندها لا يتعدونها و لا معنى للشريعة إلا هذا فإذا أتى الوحي إليهم و سمعوا كلام اللّٰه بالوحي ضربوا بأجنحتهم خضعانا يسمعونه كسلسلة على صفوان فيصعقون ما شاء اللّٰه ثم ينادون فيفيقون فيقولون ما ذا فيقال لهم ربكم فيقولون الحق و هو قوله تعالى في حقهم ﴿حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [ سبإ:23] فجاءوا في ذكرهم بالاسم العلي في كبريائه إن كان من قولهم فإنه محتمل أن يكون قول اللّٰه أو يكون حكاية الحق عن قولهم
[العالون هم أرفع الأرواح العلوية]
و العالون هم الذين قالوا لهؤلاء الذين أفاقوا ربكم و هم الذين نادوهم و هم العالون فلهذا جاء بالاسم العلي لأن كل موجود لا يعرف الحق إلا من نفسه و لذلك «قال ﷺ من عرف نفسه عرف ربه» فجاء بمن و هي نكرة فعم كل عارف من كل جنس و علق المعرفة بالربوبية و كذا قال العالون لهؤلاء الذين صعقوا حين استفهموهم ربكم و ما قالوا إلهكم و هم العالون فقالوا العلي الكبير
[العبادة على قسمين:ذاتية استحقاقية و وضعية أمرية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية