﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران:31] فاتباع الشارع و اقتفاء أثره يوجب محبة اللّٰه للعباد و صحة السعادة الدائمة فهذا وجه مقابلة النسختين فإن قال قائل هذا مجمل فكيف يعرف تفصيله فإنا إذا رأينا رجلا ساكنا يشهد الصلوات و الجماعات و هو مع ذلك منافق مصر فنقول إن السكون و شهود الصلوات و شبه ذلك من عالم الشهادة و كونه كافرا بذلك في قلبه فهو من عالم الغيب و نحن إذا حصلت لنا الفراسة الذوقية الإيمانية كما ذكرناها و كما نتمها إن شاء اللّٰه تعالى حكمنا بكونه كافرا في نفوسنا و أبقينا ماله و دمه معصوما شرعا لظهور كلمة التوحيد فمعاملتنا له على هذا الحد و ما كلفنا غير هذا
[العالم العلوي هو المحرك عالم الحس و الشهادة]
ثم لتعلم وفقك اللّٰه أن العالم العلوي بالجملة هو المحرك عالم الحس و الشهادة و تحت قهره حكمة من اللّٰه تعالى لا لنفسه استحق ذلك فعالم الشهادة لا يظهر فيه حكم حركة و لا سكون و لا أكل و لا شرب و لا كلام و لا صمت إلا عن عالم الغيب و ذلك أن الحيوان لا يتحرك إلا عن قصد و إرادة و هما من عمل القلب و الإرادة من عالم الغيب و التحرك و ما شاكله من عالم الشهادة و عالم الشهادة كلما أدركناه بالحس عادة و عالم الغيب ما أدركناه بالخبر الشرعي أو النظر الفكري مما لا يظهر في الحس عادة
[عين البصيرة لإدراك عالم الغيب و عين البصر لإدراك عالم الشهادة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية