﴿سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53] إذ كان عين ما نفى عين ما أثبت فإنه ما نفى إلا الإله و لا أثبت إلا الإله
[أدنى صور الحياء الذي يدرك الموحد في توحيده]
و أما حياؤه في إماطته الأذى عن طريق الخلق فإنه مأمور بإماطته ثم إنه يرى وجه الحق فيه بالضرورة لأنه أدنى المراتب فهو بمنزلة الآخر من الأسماء الإلهية و إليه ينظر كما كان لا إله إلا اللّٰه الاسم الأول و جاءت الهوية فأخذت الاسمين لها فقالت ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ﴾ [الحديد:3] فبقي مترددا بين حق ما يستحقه الاسم الآخر الظاهر في كون هذا أذى في طريق الخلق و يرى أن الخلق متصرفون بأسماء إلهية بين هذين الاسمين فلا تقع عين هذا المؤمن إلا على اللّٰه أولا و آخرا و ما بينهما و الأمر متوجه عليه بالإماطة فيستحيي من الأمر أن لا يبادر لما أمره به من الإماطة و يستحيي من الاسم الآخر الذي يراه في عين الأذى فإذا أدركه هذا الحياء ناداه الاسم من الأذى يا فلان بي تميط هذا الأذى عن طريق الخلق فإنا في الأذى كما أنا في الإماطة ما أزلته بغيري فلا تستحي انظر في
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية