«إذ قال ﷺ بل رؤي في صلاة الكسوف يتقدم في قبلته ثم تأخر تأخرا كثيرا و مد يده حين تقدم فسئل عن ذلك أني رأيت النار حين رأيتمونى تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها و رأيت الجنة حين تقدمت و حين مددت يدي لأقطف منها قطفا و لو خرجت به إليكم لأكلتم منه ما بقيت و ذكر أنه رأى في النار صاحبة الهرة و عمرو بن لحي الذي سيب السوائب» و ذلك كله في حال الصلاة في يقظته و ما قال رأيت الآخرة و لا جنة الآخرة و لا نارها بل قال في عرض هذا الحائط و الحائط من الدار الدنيا و لذا «قال عليه السّلام مثلت لي الجنة في عرض الحائط» و لم يقل هي و قال رأيت الجنة و لم يصفها و ذكر التمثيل و تمثل الشيء ما هو عين الشيء بل هو شبهه و قال مثلت لي كما قال في جبريل ع ﴿فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا﴾ [مريم:17] أ ترى كان غير جبريل لا و اللّٰه إلا جبريل فما رآهما إلا في الدنيا في دارها و حياتها و قال متمدحا ﴿وَ لِلّٰهِ مُلْكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ﴾ [آل عمران:189] و هما للدار الدنيا
[الزيادة التي تزيد بها الدنيا على الآخرة]
و قد قررنا أنه كل ما في الآخرة هو في الدنيا فمنه ما عرفناه و منه ما لم نعرفه بل في الدنيا من الزيادة ما ليست في الآخرة فالدنيا أكمل في النشأة و لو لا التكليف و عدم حصول كل الأغراض لم تزنها الآخرة فإن قلت فما الزيادة التي تزيد بها الدنيا على الآخرة قلنا الآخرة دار تمييز و الدار الدنيا دار تمييز و اختلاط فأهل النار مميزون و أهل الجنة مميزون فأهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية