و مع هذا التحقيق فالمسألة غامضة بعيدة التصور فالعبد في أصله مضطرب متزلزل الملك فلا يقين له من حيث حقيقته فإنه محل لتجدد الأعراض عليه و اليقين سكون و هو عرض فلا ثبوت له زمانين و اللّٰه تعالى كل يوم في شأن : و أصغر الأيام الزمن الفرد فقد أبنت لك أن أهل اللّٰه في نفوسهم بمعزل عما يطلبه اليقين و أن اليقين هو السائل و لهذا قال له ﴿حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:99] فيكون اليقين هو الذي يسأل و يتعب و أنت مستريح فافهم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
[لا طمأنينة مع المريد إلا عن بشرى]
فإن الوقوف مع إرادة اللّٰه لا يتمكن معها سكون أصلا لأنه خروج عن حقيقة النفس و الشيء لا يخرج عن حقيقته إذ خروج الشيء عن حقيقته محال فلا طمأنينة مع المريد إلا عن بشرى فإنه يسكن عند ذلك لصدق القول و تكون البشرى معينة موقتة و حينئذ يكون له السكون إليها و هو اليقين و «قد ورد أن الملائكة يخافون من مكر اللّٰه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية