فهي صفة تقتضي الزيادة من المشكور للشاكر و هي واجبة بالاتفاق عقلا عند طائفة و شرعا عند طائفة فإن شكر المنعم يجب عقلا و شرعا و ما تسمى اللّٰه تعالى بشاكر لنا إلا لنزيده من العمل الذي أعطاه أن يشكرنا عليه لنزيده منه كما يزيدنا نعمة إذا شكرناه على نعمه و آلائه و لا يصح الشكر إلا على النعم
[الاسم الإلهي الشكور من خصوص أهل اللّٰه و الاسم الشاكر حظ العامة]
فتفطن لنسبة الشكر إليه تعالى ببنية المبالغة في حق من أعطاه من العمل ما تعين على جميع أعضائه و قواه الظاهرة و الباطنة في كل حال بما يليق به و في كل زمان بما يليق به فيشكره الحق على كل ذلك بالاسم الشكور و هذا من خصوص أهل اللّٰه و أما العامة فدون هذه الرتبة في أعمال الحال و الزمان و جميع الكل فإذا أتوا بالعمل على هذا الحد من النقص تلقاهم الاسم الشاكر لا الشكور فهم على كل حال مشكورون و لكن قال اللّٰه تعالى ﴿وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ﴾ [ سبإ:13] فهم خاصة اللّٰه الذين يرون جميع ما يكون من اللّٰه في حقهم و في حق عباده نعمة إلهية سواء سرهم ذلك أم ساءهم فهم يشكرون على كل حال و هذا الصنف قليل بالوجود و بتعريف اللّٰه إيانا بقلتهم و أما الشاكرون من العباد فهم الذين يشكرون اللّٰه على المسمى نعمة في العرف خاصة
[الشكر نعت إلهى و هو لفظى و علمى و عملى]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية