إذا كان العبد في نعت إلهي و ورد التجلي عليه و تلقاه بذلك النعت أورثه لذة و فرحا و ابتهاجا و سرورا و لم يجد خشوعا و لا ذلة فينسب ذلك الفرح للظاهر في المظهر لا من حيث هو ظاهر فهو سرور بكمال و أثره في المظهر من حيث ما هو مظهر فهو محجوب عن ذاته بربه في حال صحوه و ظهوره و حضوره و إثباته و بقائه و ترك الخشوع لمن ليست هذه حالته مذموم مطرود
(الباب الثاني عشر و مائة في مخالفة النفس)
خالف هواك فإنه محمود *** و اعلم بأنك وحدك المقصود
الكل يسعد غير من هو مثله *** فلتلق سمعك لي و أنت شهيد
أنت العزيز فذق وبال صفاته *** يوم القيامة و الأنام شهود
[مخالفة النفس هو الموت الأحمر]
اعلم أيدك اللّٰه أن مخالفة النفس هو الموت الأحمر و هو حال شاق عليها و هي المخالفة نفسها فالمخالف عين المخالف و هذا من أعجب الأمور أعني وجود المشقة نعم لو كان المخالف نفسا أخرى لم يكن التعجب من حصول المشقة في ذلك و نحن بحمد اللّٰه حيث قلنا بمخالفتها و لم نقل تخالف بالمقابل فقد يكون الخلاف بما ليس بمقابل فيجمع بين وجود الخلاف و بين المساعدة و سيأتي في الباب الذي بعد هذا الباب و فائدة المخالفة عظيمة
[مواطن مخالفة النفس]
و اعلم أنه لا يخالف النفس إلا في ثلاثة مواطن في المباح و المكروه و المحظور لا غير و أما إذا وقعت لها لذة في طاعة مخصوصة و عمل مقرب فهنالك علة خفية يخالفها بطاعة أخرى و عمل مقرب فإن استوى عندها جميع التصرفات في فنون الطاعات سلمنا لها تلك اللذة بتلك الطاعة الخاصة و إن وجدت المشقة في العمل المقرب الآخر الذي هو خلاف هذا العمل فالعدول إلى الشاق واجب لأنها إن اعتادت المساعدة في مثل هذا أثرت في المساعدة في المحظور و المكروه و المباح
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية