﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
[ترتيب أبواب الفتوحات ليس باختيار و لا عن نظر فكر بل بإلهام]
ثم نبين في هذا الباب ما يتعلق بأصول الأحكام عند علماء الإسلام كما علمنا في العبادات و كان الأولى تقديم هذا الباب في أول العبادات قبل الشروع فيها و لكن هكذا وقع فإنا ما قصدنا هذا الترتيب عن اختيار و لو كان عن نظر فكري لم يكن هذا موضعه في ترتيب الحكمة فأشبه آية قوله ﴿حٰافِظُوا عَلَى الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلاٰةِ الْوُسْطىٰ﴾ [البقرة:238] بين آيات طلاق و نكاح و عدة وفاة يتقدمها و يتأخرها فيعطي الظاهر أن ذلك ليس موضعها و قد جعل اللّٰه ذلك موضعها لعلمه بما ينبغي في الأشياء فإن الحكيم من يعمل ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي و إن جهلنا نحن صورة ما ينبغي في ذلك فالله تعالى رتب على يدنا هذا الترتيب فتركناه و لم ندخل فيه برأينا و لا بعقولنا فالله يملي على القلوب بالإلهام جميع ما يسطره العالم في الوجود فإن العالم كتاب مسطور إلهى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية