[التقوى هي اتخاذ اللّٰه وقاية من كل ما يحذر منه]
اعلموا يا إخواننا أنار اللّٰه بصائركم و أصلح سرائركم و خلص من الشبه أدلتكم إنه لما امتن اللّٰه علينا بالاسم الرحمن فأخرجنا من الشر الذي هو العدم إلى الخير الذي هو الوجود و لهذا امتن اللّٰه تعالى علينا بنعمة الوجود فقال ﴿أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً﴾ [مريم:67] فما تولانا منه سبحانه ابتداء إلا الرحمة و لهذا قال إن رحمة اللّٰه سبقت غضبه فلما نظرنا في قوله تعالى ﴿اِتَّقُوا اللّٰهَ﴾ [البقرة:189] أي اتخذوه وقاية من كل ما تحذرون و رأينا مسمى اللّٰه يتضمن كل اسم إلا هي فينبغي أن يتقى منه و يتخذ وقاية
[ما من اسم إلهى للكون به تعلق إلا و يمكن أن يتقى منه و به]
فإنه ما من اسم من الأسماء الإلهية للكون به تعلق إلا و يمكن أن يتقى منه و به إما خوفا من فراقه إن كان من أسماء اللطف أو خوفا من نزوله إن كان من أسماء القهر فما يتقى إلا حكم أسمائه و ما تتقي أسماؤه إلا بأسمائه الاسم الذي يجمعها هو اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية