﴿أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] لظهوره بصورته فيهم و كذلك القرن الذي ظهر فيهم خير القرون لظهوره فيه بنفسه و قبل ذلك و بعده بشرعه
[أولياء هذه الأمة لهم في كل أمر شرب و حظ]
فمن جمعية هذه الأمة أن جعل اللّٰه لأوليائها حظا في نعوت أهل البعد عن اللّٰه بطريق القربة فيقع الاشتراك في اللفظ و المعنى و يتغير المصرف كما قلنا في الحرص إنه مذموم فإذا حرصنا في طلب العلم و التقرب به إلى اللّٰه كان محمودا و هو بإطلاق اللفظ مذموم فإنه ما يستعمل مطلقا إلا في مذموم فإذا أريد به الحمد قيد فقيل حريص على الخير و هكذا الحسد يتعوذ منه مطلقا من غير تقييد فإنه بالإطلاق للذم و يستعمل في المحمود بالتقييد فلهذا جمع اللّٰه لأولياء هذه الأمة النظر في مثل هذا فحصلوا حظوظهم من أسماء الذم في الإطلاق حتى لا يفوتهم شيء إذ كانوا الجامعين للمقامات كلها فلهم في كل أمر شرب و حظ
إذا جاء نعت أي نعت فرضته *** لنا فيه حظ وافر ثم مشرب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية