... ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبٰارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ [القصص:30] فليكن سمعه بحيث قيده فإن أطلق سمعه لأجل حقيقة أخرى تعطيه عدم التقييد و هو تعالى قد قيد نفسه به في جانب خاص فقد أساء الأدب و ليس هو في مجلس هيبة و لا يكون صاحب مجلس الهيبة صاحب فناء لكنه صاحب حضورا و استحضار لا يرجح و لا يجرح و لا يرفع ميزانا و لا يسمى إنسانا فإن الإنسان مجموع أضداد و مختلفات
(السؤال الحادي عشر و مائة)ما صفة ملك الآلاء
الجواب روحاني و ذلك أن الملك لا يتصف به إلا الجماد خاصة و هو أشد الخلق طواعية لله سبحانه المعترف بأنه ملك لله سبحانه على أن جميع ما سوى اللّٰه ملك لله و لكن الفضل في الملك أن يعلم أنه ملك و أن يكون معاملته مع اللّٰه معاملة من هو ملك لله و ليس ذلك إلا للمهيمين من الملائكة و الجمادات و أما النبات فلم يتصف بذلك كل النبات فإن منه من ﴿لاٰ يَخْرُجُ إِلاّٰ نَكِداً﴾ [الأعراف:58] و لكن باقي الخلائق فيهم من قام بحق كونه ملكا و منهم من لم يقم بذلك في كل صنف و بهذا وصفهم الحق سبحانه فقال ﴿وَ لِلّٰهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ﴾ [الرعد:15] ﴿طَوْعاً وَ كَرْهاً﴾ [آل عمران:83] فالطائع في الإمكان أن يكون صاحب كره و الكارة في الإمكان أن يكون طائعا فأعظم الآلاء و أتمها بل هي النعمة المطلقة أن يرزق الخلائق طاعة اللّٰه فإنهم لذلك خلقوا
[ملك الآلاء هو الذي ملكته النعمة لله]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية