﴿وَ لَوْ جَعَلْنٰاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنٰاهُ رَجُلاً وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام:9] و ﴿لَوْ كٰانَ فِي الْأَرْضِ مَلاٰئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنٰا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمٰاءِ مَلَكاً رَسُولاً﴾ و لو كان رجلا لظهر في صورة ملك للالتباس المطلوب الذي هو صورة عملهم ليعلم أنه ما أتى عليهم إلا منهم فما جنوا إلا ثمرة أعمالهم هذا هو الحق
(السؤال التاسع و الخمسون)أين سائر الأولياء
الجواب في النور خلف حجاب السبحات الوجهية من الأنوار و الظلم في نور ممتزج بينهما كنور الأسحار و هو السدفة و أما المؤمنون فإنهم في النور العام المبطون في ظلم الحجب و منه تخلص الأولياء إلى هذا النور الممتزج و الأكابر أحرقتهم أنوار السبحات و خواص الأكابر أحرقهم نور البصر
[علم الأولياء علم الصفات الذاتية منسوبة إلى الحق]
فالأولياء لا يتجاوز علمهم الصفات الذاتية من حيث ما هي منسوبة إلى الحق الموصوف بها لا من حيث ما دلت عليها دلائل الآثار فهم يعرفون العالم من اللّٰه و يعرفون اللّٰه بالله و من دونهم يعرفون اللّٰه من العالم و أما العالم فلا يعرفه من نفسه إلا أكابر الرجال الذين لا يعرفون الأشياء أو المعلومات إلا من نفوسها و أعيانها فلا يتخذون دليلا على الشيء أو المعلوم سوى نفس ذلك المعلوم و ذلك لارتفاع المناسبات و لسريان الأحدية في كل معلوم فكما أنه لا مناسبة بين اللّٰه و بين خلقه كذلك لا مناسبة بين أعيان العالم و المظاهر فلا يعرفون شيئا بشيء و لا معلوما بمعلوم غيره و سائر الأولياء ما لهم هذه المرتبة
[لا يجتمع الدليل و المدلول و لا يعرف الشيء بغيره]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية