الجواب في الاختيار المتوهم المنسوب إليه و إليك فأنت مجبور في اختيارك فأين الاختيار و هو ليس بمجبور و أمره واحد فأين الاختيار و لو شاء اللّٰه فما شاء و ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ [النساء:133] و ليس بمحل للحوادث بل الأعيان محل الحوادث و هو عين الحوادث عليها فإنها محال ظهوره
[لا أينية لخزائن المنن]
﴿مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمٰنِ﴾ [الشعراء:5] ... ﴿مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء:2] و الذكر كلامه و هو الذي حدث عندهم و كلامه علمه و علمه ذاته فهو الذي حدث عندهم فهو خزائن المنن و المنن ظهور ما حدث عندهم فيهم و هو لا أين له فلا أينية لخزائن المنن
[العالم خزائن المنن و فينا الحق اختزن]
و لما كانت المنن متعددة طلب عين كل نسبة منه خزانة فلهذا تعددت الخزائن بتعدد المنن و إن كانت واحدة ﴿بَلِ اللّٰهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدٰاكُمْ لِلْإِيمٰانِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ﴾ [الحجرات:17] أنكم مؤمنون فهذه سنتان منة الهدى و منة الايمان و جميع نعمه الظاهرة و الباطنة مننه و إذا كان هو عين المنة فأنت الخزانة فالعالم خزائن المنن الإلهية ففينا اختزن مننه سبحانه فما هو لنا بأين و نحن له أين فمن لا أينية له هو نحن فأعياننا أين لظهوره
[حقيقة المكان لا تقبل المكان]
فحقيقة المكان لا تقبل المكان و دع عنك من يقول المتمكن في المكان مكان لمكانه و فرض بين التمكن و المكان حركتين متضادتين تعطي حقيقة المكانية لكل واحد منهما و هذا من قائله توهم من أجل ما ذهب إليه و الحقيقة هي ما قررناه من أن المكان لا يقبل المكان فلا أين للأين لمن هو أين له و هذا كله في المظاهر الطبيعية و أما في المعاني المجردة عن المواد فهي المظاهر القدسية للأسماء التي لا تقبل نسب التشبيه فالعلم بها أن لا علم كما روى عن الصديق أنه قال في مثل ما ذكرناه العجز عن درك الإدراك إدراك فانقلب التنزيه عن الأين لمن يقبل التشبيه فلا تشبيه في العالم و لا تنزيه فإن الشيء لا يتنزه عن نفسه و لا يشبه بنفسه فقد تبينت الرتب و علم ما معنى النسب و الحمد لله وحده أن علم عبده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية