﴿إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال:17] فإثبات محمد في هذه الآية مثل الآن الذي هو الوجود الدائم بين الزمانين بين الزمان الماضي و هو نفي عدم محقق و بين الزمان المستقبل و هو عدم محض و كذلك ما وقع الحس و البصر الأعلى رمى محمد فجعله وسطا بين محوين مثبتا فأشبه الآن الذي هو عين الوجود و الوجود إنما هو وجود اللّٰه لا وجوده فهو سبحانه الثابت الوجود في الماضي و الحال و الاستقبال فزال عنه التقييد المتوهم فسبحان اللطيف الخبير و لهذا قال ﴿وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاٰءً حَسَناً﴾ [الأنفال:17] فجاء بالخبرة أي قلنا هذا اختبارا للمؤمنين في إيمانهم لنا في ذلك من تناقص الأمور الذي يزلزل إيمان من في إيمانه نقص عما يستحقه الايمان من مرتبة الكمال الذي في ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] فهذا الجواب عن الوجه الرابع الذي هو أصعب الوجوه قد بان
[فطرة الإنسان من كونه إنسانا و من كونه خليفة و من كونه إنسانا خليفة]
فأما فطرته من حيث ما هو إنسان ففطرته العالم الكبير و أما فطرته من حيث ما هو خليفة ففطرته الأسماء الإلهية و أما فطرته من حيث ما هو إنسان خليفة ففطرته ذات منسوب إليها مرتبة لا تعقل المرتبة دونها و لا تعقل هي دون المرتبة قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية