﴿كٰانَ اللّٰهُ عَفُوًّا غَفُوراً﴾ [النساء:99] و غير ذلك مما اقترنت به لفظة كان و لهذا سماها بعض النحاة هي و أخواتها حروفا تعمل عمل الأفعال و هي عند سيبويه حرف وجودي و هذا هو الذي تعقله العرب و إن تصرفت تصرف الأفعال فليس من أشبه شيئا من وجه ما يشبهه من جميع الوجوه بخلاف الزيادة بقولهم و هو الآن فإن الآن ندل على الزمان و أصل وضعه لفظة تدل على الزمان الفاصل بين الزمانين الماضي و المستقبل و لهذا قالوا في الآن إنه حد الزمانين فلما كان مدلولها الزمان الوجودي لم يطلقه الشارع في وجود الحق و أطلق كان لأنه حرف وجودي و تخيل فيه الزمان لوجود التصرف من كان و يكون فهو كائن و مكون كقتل يقتل فهو قاتل و مقتول و كذلك كن بمنزلة اخرج فلما رأوا في الكون هذا التصرف الذي يلحق الأفعال الزمانية تخيلوا أن حكمها حكم الزمان فأدرجوا الآن تتمة للخبر و ليس منه فالمحقق لا يقول قط و هو الآن على ما عليه كان فإنه لم يرد و يقول على اللّٰه ما لم يطلقه على نفسه لما فيه من الإخلال بالمعنى الذي يطلبه حقيقة وجود الحق خالق الزمان فمعنى ذلك اللّٰه موجود و لا شيء معه أي ما ثم من وجوده واجب لذاته غير الحق و الممكن واجب الوجود به لأنه مظهره و هو ظاهر به و العين الممكنة مستورة بهذا الظاهر فيها فاتصف هذا الظهور و الظاهر بالإمكان حكم عليه به عين الظهر الذي هو الممكن فاندرج الممكن في واجب الوجود لذاته عينا و اندرج الواجب الوجود لذاته في الممكن حكما فتدبر ما قلناه
[لا ينبغي لنا أن نشرح ما ليس بذوق لنا]
و اعلم أن كلامنا في شرح ما ورد إنما هو على قول الولي إذا قال مثل هذا اللفظ أو نطق به من مقام ولايته لا من مقام الرتبة التي منها بعث رسولا فإن الرسول إذا قال مثل هذا اللفظ في المعرفة بالله من مقامه الاختصاصي فلا كلام لنا فيه و لا ينبغي لنا أن نشرح ما ليس بذوق لنا و إنما كلامنا فيه من لسان الولاية فنحن نترجم عنها بأعلى وجه يقتضيه حالها هذا غاية الولي في ذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية