﴿وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ﴾ [هود:17] هل تلك الأسماء إذا نسبت إلى اللّٰه هل تنسب إليه تخلقا أو استحقاقا و إذا نسبت إلى العبد هل تنسب إليه تخلقا كسائر الأسماء الإلهية التي لا خلاف فيها عند العام و الخاص أو تنسب إليه بطريق الاستحقاق فالشاهد المطلوب هنا أن عين العبد لا تستحق شيئا من حيث عينه لأنه ليس بحق أصلا و الحق هو الذي يستحق ما يستحق فجميع الأسماء التي في العالم و يتخيل أنها حق للعبد حق لله فإذا أضيفت إليه و سمي بها على غير وجه الاستحقاق كانت كفرا و كان صاحبها كافرا قال اللّٰه تعالى ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ﴾ [آل عمران:181] فكفروا بالمجموع هذا إذا كان الكفر شرعا فإن كان لغة و لسانا فهو إشارة إلى الأمناء من عباد اللّٰه الذين علموا أن الاستحقاق بجميع الأسماء الواقعة في الكون الظاهرة الحكم إنما يستحقها الحق و العبد يتخلق بها و أنه ليس للعبد سوى عينه و لا يقال في الشيء إنه يستحق عينه فإن عينه هويته فلا حق و لا استحقاق و كل ما عرض أو وقع عليه اسم من الأسماء إنما وقع على الأعيان من كونها مظاهر فما وقع اسم الأعلى وجود الحق في الأعيان و الأعيان على أصلها لا استحقاق لها فهذا شرح قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية