[الأولياء المهاجرون]
و من الأولياء أيضا المهاجرون و المهاجرات رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالهجرة بأن ألهمهم إليها و وفقهم لها قال تعالى ﴿وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَى اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ﴾ [النساء:100] فالمهاجر من ترك ما أمره اللّٰه و رسوله بتركه و بالغ في ترك ذلك لله خالصا من كل شبهة عن كرم نفس و طواعية لا عن كره و إكراه و لا رغبة في جزاء بل كرم نفس بمقاساة شدائد يلقاها من المنازعين له في ذلك و يسمعونه ما يكره من الكلام طبعا فيتغير عند سماعه و يكون ذلك كله عن اتساع في العلم و الدءوب على مثل هذه الصفة و تقيده في ذلك كله بالوجوه المشروعة لا بأغراض نفسه و يكون به كمال مقامه فإذا اجتمعت هذه الصفات في الرجل فهو مهاجر فإن فاته شيء من هذه الفصول و النعوت فاته من المقام بحسب ما فاته من الحال و إنما قلنا هذا كله و اشترطناه لما سماه اللّٰه مهاجرا ﴿وَ اللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:282] فكل ما يدخل تحت هذا اللفظ مما ينبغي أن يكون وصفا حسنا للعبد فيسمى به صاحب هجرة اشترطناه في المهاجر لانسحاب هذه الحقيقة اللفظية في نفس الوضع على ذلك المعنى الذي اشتق من لفظه هذا الاسم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية