و لما كانت الألفاظ عند العرب على أربعة أقسام ألفاظ متباينة و هي الأسماء التي لم تتعد مسماها كالبحر و المفتاح و المقصان و ألفاظ متواطئة و هي كل لفظة قد تووطئ عليها أن تطلق على آحاد نوع ما من الأنواع كالرجل و المرأة و ألفاظ مشتركة و هي كل لفظ على صيغة واحدة يطلق على معان مختلفة كالعين و المشتري و الإنسان و ألفاظ مترادفة و هي ألفاظ مختلفة الصيغ تطلق على معنى واحد كالأسد و الهزبر و الغضنفر و كالسيف و الحسام و الصارم و كالخمر و الرحيق و الصهباء و الخندريس هذه هي الأمهات مثل البرودة و الحرارة و اليبوسة و الرطوبة في الطبائع و ثم ألفاظ متشابهة و مستعارة و منقولة و غير ذلك و كلها ترجع إلى هذه الأمهات بالاصطلاح فإن المشتبه و إن قلت فيه إنه قبيل خامس من قبائل الألفاظ مثل النور يطلق على المعلوم و على العلم لشبه العلم به من كشف عين البصيرة به المعلوم كالنور مع البصر في كشف المرئي المحسوس فلما كان هذا الشبه صحيحا سمي العلم نورا و يلحق بالألفاظ المشتركة فاذن لا ينفك لفظ من هذه الأمهات و هذا هو حد كل ناظر في هذا الباب و أما نحن فنقول بهذا معهم و عندنا زوائد من باب الاطلاع على الحقائق من جهة لم يطلعوا عليها علمنا منها أن الألفاظ كلها متباينة و إن اشتركت في النطق و من جهة أخرى أيضا كلها مشتركة و إن تباينت في النطق و قد أشرنا إلى شيء من هذا فيما تقدم من هذا الباب في آخر فصل الحروف
[المحقق و أدوات التقييد:رموز على كنوز]
فإذا تبين هذا فاعلم أيها الولي الحميم أن المحقق الواقف العارف بما تقتضيه الحضرة الإلهية من التقديس و التنزيه و نفي المماثلة و التشبيه لا يحجبه ما نطقت به الآيات و الأخبار في حق الحق تعالى من أدوات التقييد بالزمان و الجهة و المكان كقوله عليه السّلام أين اللّٰه فأشارت إلى السماء فأثبت لها الايمان فسأل صلى اللّٰه عليه و سلم بالظرفية عما لا يجوز عليه المكان في النظر العقلي و الرسول أعلم بالله و اللّٰه أعلم بنفسه و قال في الظاهر ﴿أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمٰاءِ﴾ [الملك:16] بالفاء و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية