[سجود العارفين و سجود القلب]
فهذا هو سجود العارفين الذين أمر اللّٰه نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يطهر بيته لهم و لأمثالهم فقال عز من قائل ﴿أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة:125] و قال لنبيه عليه الصلاة و السلام ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السّٰاجِدِينَ﴾ [الحجر:98] يريد الذين لا يرفعون رءوسهم أبدا و لا يكون ذلك إلا في سجود القلب و لهذا قال له عقيب قوله ﴿وَ كُنْ مِنَ السّٰاجِدِينَ﴾ [الحجر:98] تمم فقال ﴿وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:99] فتعرف باليقين من سجد منك و لمن سجدت فتعلم أنك آلة مسخرة بيد حق قادر اصطفاك و طهرك و حلاك بصفاته فصفاته سبحانه طلبته بالسجود لذاته لنسبتها إليه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية