فمقام التبليغ هو المعبر عنه بالرسالة لا غير و ما توقفنا عن الكلام في مقام الرسول و النبي صاحب الشرع إلا إن شرط أهل الطريق فيما يخبرون عنه من المقامات و الأحوال أن يكون عن ذوق و لا ذوق لنا و لا لغيرنا و لا لمن ليس بنبي صاحب شريعة في نبوة التشريع و لا في الرسالة فكيف نتكلم في مقام لم نصل إليه و على حال لم نذقه لا أنا و لا غيري ممن ليس بنبي ذي شريعة من اللّٰه و لا رسول حرام علينا الكلام فيه فما نتكلم إلا فيما لنا فيه ذوق فما عدا هذين المقامين فلنا الكلام فيه عن ذوق لأن اللّٰه ما حجره
[الأولياء الصديقون]
و من الأولياء أيضا الصديقون رضي اللّٰه عن الجميع تولاهم اللّٰه بالصديقية قال تعالى في الذين آمنوا بالله و رسوله ﴿أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد:19] فالصديق من آمن بالله و رسوله عن قول المخبر لا عن دليل سوى النور الإيماني الذي يجده في قلبه المانع له من تردد أو شك يدخله في قول المخبر الرسول و متعلقة على الحقيقة الايمان بالرسول و يكون الايمان بالله على جهة القربة لا على إثباته إذ كان بعض الصديقين قد ثبت عندهم وجود الحق ضرورة أو نظرا و لكن ما ثبت كونه قربة و هذه الآية تدل على شرف إثبات الوجود
[منزل الصديقية]
ثم إن الرسول إذا آمن به الصديق آمن بما جاء به و مما جاء به توحيد الإله و هو «قوله قولوا لا إله إلا اللّٰه» أو ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [محمد:19]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية