لست أدري أطال ليلي أم لا *** كيف يدري بذاك من يتقلى
فالأشواق تقلقهم في عين المشاهدة و هم من ملوك أهل طريق اللّٰه و هم رجال الصلوات الخمس كل رجل منهم مختص بحقيقة صلاة من الفرائض و إلى هذا المقام يؤول «قوله عليه السلام و جعلت قرة عيني في الصلاة» بهم يحفظ اللّٰه وجود العالم آيتهم من كتاب اللّٰه ﴿حٰافِظُوا عَلَى الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلاٰةِ الْوُسْطىٰ﴾ [البقرة:238] لا يفترون عن صلاة في ليل و لا نهار كان صالح البربري منهم لقيته و صحبته إلى أن مات و انتفعت به و كذلك أبو عبد اللّٰه المهدوي بمدينة فاس صحبته كان من هؤلاء أيضا حتى أن بعض أهل الكشف يتخيلون أن كل صلاة تجسدت لهم ما هي أعيان و ليس الأمر كذلك
[رجال الأيام الستة]
و منهم رضي اللّٰه عنهم ستة أنفس في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون كان منهم ابن هارون الرشيد السبتي لقيته بالطواف يوم الجمعة بعد الصلاة سنة تسع و تسعين و خمسمائة و هو يطوف بالكعبة و سألته و أجابني و نحن بالطواف و كان روحه تجسد لي في الطواف حسا تجسد جبريل في صورة أعرابي و هؤلاء الرجال الستة لما اطلعت عليهم لم أكن قبل ذلك عرفت أن ثم ستة رجال و لما عرفت بهم في هذا الزمان القريب لم أدر ما مقامهم ثم بعد هذا عرفت أنهم رجال الأيام الستة التي خلق اللّٰه فيها العالم و ما علمت ذلك إلا من هجيرهم فإن هجيرهم ﴿وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ وَ مٰا مَسَّنٰا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق:38] و لهم سلطان على الجهات الست التي ظهرت بوجود الإنسان و أخبرت أن واحدا منهم بوكأ من جملة العوانية من أهل أرزن الروم أعرف ذلك الشخص بعينه و صحبته و كان يعظمني و يراني كثيرا و اجتمعت به في دمشق و في سيواس و في ملطية و في قيصرية و خدمني مدة و كانت له والدة كان برا بها اجتمعت به في حران في خدمة والدته فما رأيت فيمن رأيت من يبر أمه مثله و كان ذا مال و لي سنون فقدته من دمشق فما أدري هل عاش أو مات
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية