﴿إِنّٰا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾ [المزمل:5] و سموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية و قليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق و هم متفرقون في البلاد و يعرف بعضهم بعضا منهم من يكون باليمن و بالشام و بديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر ما رأيت منهم غيره و كنت بالأشواق إلى رؤيتهم و منهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به في حاله في رجب و منهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك و كان هذا الذي رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة فكان يراهم خنازير فيأتي الرجل المستور الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط و هو في نفسه مؤمن به يدين به ربه فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير فيستدعيه و يقول له تب إلى اللّٰه فإنك شيعي رافضي فيبقى الآخر متعجبا من ذلك فإن تاب و صدق في توبته رآه إنسانا و إن قال له بلسانه تبت و هو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيرا فيقول له كذبت في قولك تبت و إذا صدق يقول له صدقت فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي و لقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عرف منهما قط التشيع و لم يكونوا من بيت التشيع أداهما إليه نظرهما و كانا متمكنين من عقولهما فلم يظهرا ذلك و أصرا عليه بينهما و بين اللّٰه فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر و عمر و يتغالون في علي فلما مرا به و دخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن اللّٰه كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير و هي العلامة التي جعل اللّٰه له في أهل هذا المذهب و كانا قد علما من نفوسهما أن أحدا من أهل الأرض ما اطلع على حالهما و كانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة فقالا له في ذلك فقال أراكما خنزيرين و هي علامة بيني و بين اللّٰه فيمن كان مذهبه هذا فأضمرا التوبة في نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب فإني أراكما إنسانين فتعجبا من ذلك و تابا إلى اللّٰه و هؤلاء الرجبيون أول يوم يكون في رجب يجدون كأنما أطبقت عليهم السماء فيجدون من الثقل بحيث لا يقدرون على أن يطرفوا و لا يتحرك فيهم جارحة و يضطجعون فلا يقدرون على حركة أصلا و لا قيام و لا قعود و لا حركة يد و لا رجل و لا جفن عين يبقى ذلك عليهم أول يوم ثم يخف في ثاني يوم قليلا و في ثالث يوم أقل و تقع لهم الكشوفات و التجليات و الاطلاع على المغيبات و لا يزال مضطجعا مسجى يتكلم بعد الثلاث أو اليومين و يتكلم معه و يقال له إلى أن يكمل الشهر فإذا فرغ الشهر و دخل شعبان قام كأنما نشط من عقال فإن كان صاحب صناعة أو تجارة اشتغل بشغله و سلب عنه جميع حاله كله إلا من شاء اللّٰه أن يبقى عليه من ذلك شيء أبقاه اللّٰه عليه هذا حالهم و هو حال غريب مجهول السبب و الذي اجتمعت به منهم كان في شهر رجب و كان في هذه الحال
[ختم الولاية المحمدية و ختم الولاية العامة]
و منهم رضي اللّٰه عنهم الختم و هو واحد لا في كل زمان بل هو واحد في العالم يختم اللّٰه به الولاية المحمدية فلا يكون في الأولياء المحمديين أكبر منه و ثم ختم آخر يختم اللّٰه به الولاية العامة من آدم إلى آخر ولي و هو عيسى عليه السلام هو ختم الأولياء كما كان ختم دورة الملك فله يوم القيامة حشران يحشر في أمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و يحشر رسولا مع الرسل عليهم السلام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية