[أبقى اللّٰه في الأرض الياس و عيسى و الخضر]
و أبقى في الأرض أيضا الياس و عيسى و كلاهما من المرسلين و هما قائمان بالدين الحنيفي الذي جاء به محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فهؤلاء ثلاثة من الرسل المجمع عليهم إنهم رسل و أما الخضر و هو الرابع فهو من المختلف فيه عند غيرنا لا عندنا فهؤلاء باقون بأجسامهم في الدار الدنيا فكلهم الأوتاد و اثنان منهم الإمامان و واحد منهم القطب الذي هو موضع نظر الحق من العالم فما زال المرسلون و لا يزالون في هذه الدار إلى يوم القيامة و إن لم يبعثوا بشرع ناسخ و لا هم على غير شرع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187]
[الأوتاد الأربعة الذين يحفظ اللّٰه بهم الدين الحنيفي]
و الواحد من هؤلاء الأربعة الذين هم عيسى و الياس و إدريس و خضر هو القطب و هو أحد أركان بيت الدين و هو ركن الحجر الأسود و اثنان منهم هما الإمامان و أربعتهم هم الأوتاد فبالواحد يحفظ اللّٰه الايمان و بالثاني يحفظ اللّٰه الولاية و بالثالث يحفظ اللّٰه النبوة و بالرابع يحفظ اللّٰه الرسالة و بالمجموع يحفظ اللّٰه الدين الحنيفي فالقطب من هؤلاء لا يموت أبدا أي لا يصعق و هذه المعرفة التي أبرزنا عينها للناظرين لا يعرفها من أهل طريقنا إلا الأفراد الأمناء
[نواب الأوتاد الأربعة في هذه الأمة]
و لكل واحد من هؤلاء الأربعة من هذه الأمة في كل زمان شخص على قلوبهم مع وجودهم هم نوابهم فأكثر الأولياء من عامة أصحابنا لا يعرفون القطب و الإمامين و الوتد إلا النواب لا هؤلاء المرسلون الذين ذكرناهم و لهذا يتطاول كل واحد من الأمة لنيل هذه المقامات فإذا حصلوا أو خصوا بها عرفوا عند ذلك أنهم نواب لذلك القطب و نائب الإمام يعرف أن الإمام غيره و أنه نائب عنه و كذلك الوتد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية