[رد من شرب عن باب اللّٰه إلى اللّٰه]
و ما يتقرب المتقرب إلى اللّٰه من أهل الدعاء إلى اللّٰه بأولى من رد من شرد عن باب اللّٰه و بعد إلى اللّٰه ليناله رحمة اللّٰه فإن الرسل ما بعثت بالتوحيد إلا للمشركين و هم أبعد الخلق من اللّٰه ليردوهم إلى اللّٰه و يسوقوهم إلى محل القرب و حضرة الرحمة فلهذا أهدى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم البدن مع ذكره فيها أنها شياطين ليثبت عند العالمين به إن مقامه صلى اللّٰه عليه و سلم رد البعداء من اللّٰه إلى حال التقريب
[الدار الآخرة هي للذين لا يريدون علوا في الأرض]
ثم إنه أشعرها في سنامها الأيمن و سنامها أرفع ما فيها فهو الكبرياء الذي كانوا عليه في نفوسهم فكان أعلاما من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لنا بأنه من هذه الصفة أتى عليهم لنجتنبها فإن الدار الآخرة إنما جعلها اللّٰه ﴿لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:83] و السنام علو و وقع الإشعار في صفحة السنام الأيمن فإن اليمين محل الاقتدار و القوة و الصفحة من الصفح إشعار من أن اللّٰه يصفح عمن هذه صفته إذا طلب القرب من اللّٰه و زال عن كبريائه الذي أوجب له البعد لأنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية