[الحق مذهب الأشياء لا معدمها]
و الحق سبحانه مذهب الأشياء لا معدمها لأنه فاعل و الفاعل من يفعل شيئا فإن لا شيء ما يكون مفعولا فهو و إن أذهب الأشياء من موطن كان لها وجود في موطن آخر فإن الكون الذي منه الاجتماع و الافتراق لا يدل على عدم الأعيان فالموت إذهاب لا إعدام فإنه انتقال من دنيا إلى آخرة التي أولها البرزخ فلما كان الإذهاب من صفات الحق لا الإعدام كما قال تعالى ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النّٰاسُ وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ [النساء:133] و لم يقل يعدمكم لذلك لم يجعل جوع الصوم جوع إتلاف النفس و إن كان إذهابا لا إعداما و ذلك أنه لا يصح الإعدام لهذا الموجود لأن المتصف بالوجود إنما هو الحق الظاهر في أعيان المظاهر فالعدم لا يلحق به أصلا فإنه يقول للشيء إذا أراده ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية