[التجلي دائم غير دائر لا ينقطع و لا يتكرر]
جعلنا اللّٰه ممن شق سمعه دعاء ربه و شق بصره لمشاهدة تجليه فالتجلي دائم لا ينقطع فشهود الحق ما لا يرتفع فدوام لدوام و اهتمام لاهتمام و انتقال لمقام و هو أعلى من مقام انتقلت منه من وجه يرجع إليك و ما هو أعلى من وجه يرجع إلى الحق فإن الأمور إذا نسبتها إلى الحق لم تتفاضل في الشرف و إذا نسبتها إليك تفاضلت في حقك و المكمل عندنا من تكون الأمور بالنسبة إليه كما تكون بالنسبة إلى اللّٰه و هو الذي يرى وجه الحق في كل أمر و هذا الباب ما رأيت له ذائقا فيما نقل إلينا جملة واحدة و لا بد أن يكون له رجال لا بد من ذلك و لكنهم قليلون فإن المقام عظيم و الخطب جسيم و كنت أتخيل في بعض المقتدين بنا أنه حصله فجاءني منه يوما عتاب في أمر شهد عندي ذلك الخطاب أنه ما حصله
(وصل في فصل الطواف بالكعبة)
و صفته أن يجعل البيت عن يساره و يبتدئ فيقبل الحجر الأسود إن قدر عليه ثم يسجد عليه أو يشير إليه إن لم يتمكن له الوصول إليه و يتأخر عنه قليلا بحيث أن يدخله في الطواف بالمرور عليه ثم يمشي إلى أن ينتهي إليه يفعل ذلك سبع مرات يقبل الحجر في كل مرة و يمس الركن اليماني الذي قبل ركن الحجر بيده و لا يقبله فإن كان في طواف القدوم فيرمل ثلاثة أشواط و يمشي أربعة أشواط و لكن في أشواط رملة يمشي قليلا بين الركنين اليمانيين و يقول ﴿رَبَّنٰا آتِنٰا فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ﴾ [البقرة:201] إلى أن تفرغ سبعة أشواط كل ذلك بقلب حاضر مع اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية