﴿مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [الزمر:75] أي بالثناء على ربهم تبارك و تعالى و ثناؤنا على اللّٰه في طوافنا أعظم من ثناء الملائكة عليه سبحانه بما لا يتقارب و لكن ما كل طائف يتنبه إلى هذا الثناء الذي نريده
[أهل اللّٰه نائبون عن اللّٰه في الثناء على اللّٰه]
و ذلك أن العلماء بالله إذا قالوا سبحان اللّٰه أو الحمد لله أو لا إله إلا اللّٰه إنما يقولونها بجمعيتهم للحضرتين و الصورتين فيذكرونه بكل جزء ذاكر اللّٰه في العالم و بذكر أسمائه إياه ثم إنهم ما يقصدون من هذه الكلمات إلا ما نزل منها في القرآن لا الذكر الذي يذكرونه فهم في هذا الثناء نواب عن الحق يثنون عليه بكلامه الذي أنزله عليهم و هم أهل اللّٰه بنص رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فإنهم أهل القرآن و أهل القرآن هم أهل اللّٰه و خاصته فهم نائبون عنه في الثناء عليه فلم يشب ثناءهم استنباط نفسي و لا اختيار كوني و لا أحدثوا ثناء من عندهم فما سمع من ثنائهم إلا كلامه الذي أثنى به على نفسه فهو ثناء إلهي قدوس طاهر نزيه عن الشوب الكوني قال تعالى لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية