[شهور الكواكب الثابتة في فلك البروج]
و أما شهور الكواكب الثابتة في قطعها في فلك البروج فلا يحتاج إليه لأن الأعمار تقصر عن ذلك لكن لها حكم في أهل جهنم كما أنه لحركات الدراري حكم على من هو ﴿فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ﴾ [النساء:145] و هم المنافقون خاصة و الباطنية ما لهم في الدرك الأسفل منزل و إن منزلهم الأعلى من جهنم و الكفار لهم في كل موضع من جهنم منزل و أما أهل الجنان فالدائر عليهم فلك البروج و لا يقطع في شيء فلا تنتهي حركته بالرصد لأن الرصد لا يأخذه و هو متماثل الأجزاء فلهذا كانت السعادة لا نهاية لها فظهر بها الخلود الدائم في النعيم المقيم إلى ما لا يتناهى و النار ما حكمها حكم أهل النعيم فإن الدائر عليهم فلك المنازل و الدراري و هذه الأفلاك تقطع في فلك متناهى المساحة فلهذا يرجى لهم أن لا يتسرمد عليهم العذاب مع كون النار دار ألم و العذاب حكم زائد على كونها دارا فإنا نعلم أن خزنتها في نعيم دائم ما هم فيها بمعذبين مع كونهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية