﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] فتعظم عنده لما عندها من تعظيم الحق و عدم الغفلة و الفتور دائما كما تعظم الملوك الصالحين و إن كانوا فقراء مهانين عبيدا كانوا أو إماء و أهل بلاء كانوا أو معافين و يتبركون بهم لانتسابهم إلى طاعة اللّٰه على ما يقال فكيف صاحب هذا المشهد الذي يعاين فمن كان هذا مشهده أيضا من معط و آخذ يستعظم خلق اللّٰه إذ هو كله بهذه المثابة و قد يقع التعظيم له أيضا من باب كونه فقيرا إلى ذلك الشيء محتاجا إليه من كون الحق تعالى جعله سببا لا يصل إلى حاجته إلا به سواء كان معطيا و آخذا إذا كان هذا مشهده
[اللّٰه مسمى بكل ما يفتقر إليه مقصود في كل عبادة]
و قد يستعظم ذلك أيضا من حيث قول اللّٰه تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] فتسمى اللّٰه في هذه الآية بكل شيء يفتقر إليه و هذا منها و أسماء الحق معظمة و هذا من أسمائه و هو دقيقة لا يتفطن إليها كل أحد إلا من يشاهد هذا المشهد و هو من باب الغيرة الإلهية و النزول الإلهي العام مثل قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية