أي قد أبقاها موجودة من زكاها وجود فوز من الشر أي من علم إن وجوده لله أبقى اللّٰه عليه هذه الخلعة يتزين بها منعما دائما و هو بقاء خاص ببقاء اللّٰه فإن الخائب الذي دساها هو أيضا باق و لكن بإبقاء اللّٰه لا ببقاء اللّٰه فإن المشرك الذي هو من أهل النار ما يرى تخليص وجوده لله تعالى من أجل الشريك و كذلك المعطل و إنما قلنا ذلك لئلا يتخيل من لا علم له أن المشرك و المعطل قد أبقى اللّٰه الوجود عليهما فبينا أن إبقاء الوجود على المفلحين ليس على وجه إبقائه على أهل النار و لهذا وصف اللّٰه أهل النار بأنهم لا يموتون فيها و لا يحيون بخلاف صفة أهل السعادة فإنهم في الحياة الدائمة و كم بين من هو باق ببقاء اللّٰه و موجود بوجود اللّٰه و بين من هو باق بإبقاء اللّٰه و موجود بالإيجاد لا بالوجود و بهذا فاز العارفون لأنهم عرفوا من هو المستحق لنعت الوجود و هو الذي استفادوه من الحق فهذا معنى قوله ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا﴾ [الشمس:9]
[وجوب الزكاة في النفوس كوجوبها في الأموال]
فوجبت الزكاة في النفوس كما وجبت في الأموال و وقع فيها البيع و الشراء كما وقع في الأموال و سيرد طرف من هذا الفصل عند ذكرنا في هذا الباب في الرقيق و ما حكمه و لما ذا لم تلحق النفس بالرقيق فتسقط فيه الزكاة و إن كان الرقيق يلحق بالأموال من جهة ما كما سنذكره إن شاء اللّٰه في داخل هذا الباب كما سأذكر أيضا فيما تجب فيه الزكاة من الإنسان بعدد ما تجب فيه من أصناف المال في فصله إن شاء اللّٰه من هذا الباب
(وصل) [فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى]
و أما قوله تعالى ﴿فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقىٰ﴾ [ النجم:32] أي أن اللّٰه لا يقبل زكاة نفس من أضاف نفسه إليه فإنه قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية