المقصود من التكفين أن يوارى الميت عن الأبصار و لهذا «لما كفن مصعب بن عمير يوم أحد في الثوب الواحد الذي كان عليه و كان نمرة قصيرة لا تعمه بالستر فأمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يغطي بها رأسه و يلقي على رجليه من الإذخر حتى يستر عن الأبصار»
[خلق الإنسان من تراب]
و لما خلق الإنسان من تراب كان من له حضور مع اللّٰه من أهل اللّٰه إذا شاهدوا التراب تذكروا ما خلفوا منه فينظروا في قوله تعالى ﴿مِنْهٰا خَلَقْنٰاكُمْ وَ فِيهٰا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهٰا نُخْرِجُكُمْ تٰارَةً أُخْرىٰ﴾ [ طه:55] يعني يوم البعث
[المصلي يناجي ربه]
و المصلي يناجي ربه فإذا وقف المصلي في المناجاة و ليس بينه و بين الأرض حائل و كانت الأرض مشهودة لبصره ذكرته بنشأته و بما خلق منه و بإهانته و ذلته فإن الأرض قد جعلها اللّٰه ذلولا مبالغة في الذلة بهذه البنية قال الشاعر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية